الخميس 01 أكتوبر 2015

قال معالي محمد أحمد المر رئيس المجلس الوطني الاتحادي إن دولة الإمارات بفضل حكمة قيادتها وعلاقتها الطيبة مع شعبها وتأسيس الدولة على قواعد دستورية ومؤسسية متينة تنعم بالاستقرار السياسي والاجتماعي والاقتصادي .. مؤكدا أن المواطن الإماراتي في مقدمة أولويات ومحور اهتمام القيادة الحكيمة الأمر الذي جعل الإمارات أنموذجا في علاقة التفاعل الخلاق بين القيادة والشعب وتجربة تنموية رائدة أساسها تمكين المواطنين من المشاركة الفاعلة في جميع قطاعات العمل وفي عملية صنع القرار.

وأشاد معالي رئيس المجلس خلال لقائه وفد كلية الدفاع الوطني الذى ضم " 40" من أعضاء هيئة التوجيه ومنتسبي دورة الدفاع الوطني في مقر المجلس الوطني الاتحادي اليوم .. بالتعاون القائم بين المجلس الوطني الاتحادي وكافة المؤسسات الاتحادية والمحلية في الدولة لا سيما القيادة العامة للقوات المسلحة معربا عن تمنياته للمشاركين من هذه الدفعة بالتوفيق والنجاح. واستعرض معاليه اختصاصات المجلس الوطني الاتحادي التشريعية والرقابية والدبلوماسية البرلمانية مؤكدا أن المجلس يشهد حالة فريدة من التعاون والمسؤولية والحرص على مناقشة قضايا الوطن وهموم المواطنين "تحت قبة المجلس في قاعة زايد" ويتم تبني التوصيات ورفعها للحكومة والتعديل على مشروعات القوانين مثمنا دور المجلس وتعاون الحكومة في عملية تطوير مشروعات القوانين التي يناقشها والتي لها علاقة مباشرة بالعديد من القطاعات في الدولة.

وقال معاليه أنه ورغم تفاوت التجارب البرلمانية لدى الدول إلا أن المجلس الوطني الاتحادي لديه تجربة رائدة في مجال الدبلوماسية البرلمانية وهو يتطلع دائما إلى هذا الاختصاص الذي يواكب توجهات الدولة وسياستها الخارجية ويحمل وجهة نظرها حيال مختلف القضايا ويدافع عنها خلال مشاركاته في العديد من الفعاليات البرلمانية الخليجية والعربية والإسلامية والدولية فضلا عن الاجتماعات المتخصصة والمؤتمرات والزيارات البرلمانية سواء الخارجية أو زيارات الوفود الرسمية للمجلس.

وأضاف معاليه إن التطور السياسي والمؤسسي في الدولة يعد أحد الجوانب المهمة في مسيرة الدولة وأهم ما يميز تجربة الإمارات أنها تتبنى نهجا متوازنا ومتدرجا في أي إصلاحات سياسية آخذة في الاعتبار الخصوصية الحضارية والدينية والثقافية للمجتمع الإماراتي الأمر الذي يؤدي دائما إلى استقرار الدولة على مختلف الصعد. وقال معاليه " جاء برنامج التمكين السياسي لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله الذي أعلنه عام 2005م وما تضمنه من تعديلات دستورية رقم "1" لسنة 2009م ومشاركة المرأة في الحياة السياسية وإجراء الانتخابات عامي 2006م و2011م وتوسيع مشاركة القاعدة الانتخابية استكمالا لمرحلة التأسيس ولتمكين المجلس من ممارسة اختصاصاته الدستورية".

وأضاف معاليه أننا نشهد هذه الأيام التجربة الانتخابية الثالثة وتطورها من حيث زيادة أعداد الهيئات الانتخابية وما رافقه من حرص لدى المواطنين على المشاركة في الانتخابات سواء التي تم توفيرها للذين في الخارج أو في الانتخابات المبكرة. وأكد معاليه أن المشاركة في العملية الانتخابية هي أحد وسائل تعزيز الديمقراطية والمشاركة الشعبية في عملية صنع القرار مشيدا بما تقوم به اللجنة الوطنية من تعليمات وقرارات للتسهيل على المواطنين عملية الاقتراع. وتطرق معاليه إلى ما تشهده المنطقة من تداعيات مؤكدا أن دولة الإمارات حرصت ومنذ تأسيسها على تقديم يد العون والمساعدة الإنسانية وقدمت المليارات للتسهيل على الشعوب التي تتعرض لظروف إنسانية صعبة جراء مختلف الأسباب وتقديم خدمات لهم لا سيما في مجالات الصحة والتعليم والإسكان .  

كما التقى سعادة الدكتور محمد سالم المزروعي الأمين العام للمجلس الوطني الاتحادي وفد كلية الدفاع الوطني واستعرض آلية عمل المجلس الوطني الاتحادي كمؤسسة دستورية .. مبينا أن المجلس يقوم على مبدأ الانتخاب في كل أجهزته من نائبي الرئيس وأعضاء اللجان والشعبة البرلمانية إلى جانب أن المجلس يتميز بالعمل الجماعي من مبدأ أن النقاش للجميع والقرار للأغلية وهذا مبدأ برلماني يقوم على الالتزام بقرارات المجلس بعد التصويت على تبني التوصيات وإقرار مشروعات القوانين. وأكد أهمية موضوع العلمية التي يتبعها ويعمل بها المجلس الوطني الاتحادي من خلال أمانته العامة والذي يعد من أكثر المؤسسات الوطنية في الدولة الذي لديه عددا كبيرا من الباحثين الذين يعملون وفق أفضل المناهج العلمية.. مضيفا أن لدى الأمانة العامة "45" باحثا مواطنا يعملون وفق أساليب ومناهج علمية متخصصة حيث تعد الأمانة العامة من أبرز الأمانات العامة التي تقدم أوراق علمية ودراسات لأعضاء المجلس على مستوى العالم خلال مناقشتهم مشروعات القوانين والتي يصل عددها إلى سبعة أوراق .. مضيفا أن لدى الأمانة نتاجا علميا فريدا ويتم قياس الفاعلية التي تجاوزت "80" بالمائة والتي تعتمد على نسبة أخذ الأعضاء بها واللجان وأيضا أن يتم تبني تعديلات المجلس في عملية اصداره من قبل رئيس الدولة.

واوضح أنه يتم اتباع عملية التمثيل فخلال دراسة كل موضوع أو مشروع قانون هناك معايير للتعاون مع المؤسسات العلمية والأكاديميين وجمعيات النفع العام .. مشيرا إلى أنه تم إنشاء قاعدت الخبراء سواء الذين يتم استكتابهم أو الذين يحضرون إلى المجلس وهي خاصة بكل خبير يتم التعامل معه وهناك عملية تقييم لمدى الاستفادة من هذه الخبرات. وقال إن اللجان تعتبر المطبخ الذي يناقش ويقدم تقاريره حول مشروعات القوانين والموضوعات العامة وهي التي تقوم بالزيارات الميدانية وعقد الحلقات النقاشية واستضافة المعنيين والمختصين وأصحاب القرار وعملها يقوم على أوراق علمية لأن أي قرار يجب أن يتخذ وفق منهجية علمية ويجب أن يكون هناك بدائل مقنعة وبهذا الأسلوب نصل إلى أفضل القرارات الأمر الذي يؤدي إلى تقوية دور المجلس وعمله في مناقشات هموم المواطنين والمساهمة في مسيرة التنمية. وأكد أن المجلس يحرص على استخدام أحدث التقنيات وفق أفضل البرامج التي تحفظ السرية التامة .. مشيرا إلى أنه ومنذ ثمان سنوات لم يتم إرسال أية ورقة للأعضاء والتواصل يتم إلكترونيا عن طريق موقع المجلس والمعاون البرلماني وأن لدى المجلس بيانات كبيرة جدا وتسجيلات صوتية ونصوص لجميع الجلسات ولدينا نصوص لجميع خطابات رئيس الدولة وبيانات الحكومة وجميع الرسائل التي وردت إلى المجلس وهذا توثيق لتاريخ الدولة وسجلها وسوف نمد المؤسسات المعنية بهذه الوثائق.

وأشار إلى أنه سيتم اطلاق المكتبة الإلكترونية في شهر نوفمبر القادم وهي تحتوي على كتب متخصصة برلمانية وتتعلق بالسياسة العامة للدولة.   وقام سعادة الأمين العام بالرد على أسئلة الحضور والتي تركزت على اختصاصات المجلس وبرنامج التمكين السياسي ودور الدبلوماسية البرلمانية في حمل القضايا الوطنية والدفاع عنها.  

وقال سعادة الدكتور المزروعي إن المجلس الوطني الاتحادي هو المؤسسة البرلمانية الوحيدة في العالم التي وقعت اتفاقية دولية منفردة مع الاتحاد البرلماني الدولي والدولة العربية الوحيدة التي وقعت اتفاقية مع مجموعة أمريكيا اللاتينية في الاتحاد .. ويعد المجلس من بين أكثر المؤسسات البرلمانية الدولية التي تقدمت ببنود طارئة خلال اجتماعات الاتحاد البرلمانية الدولي التي وصل عددها إلى ثمانية بنود في ظل أنه لا يسمح في كل اجتماع إلا بطرح بند واحد من جميع الأعضاء.   وفي بداية اللقاء تم عرض فيلم وثائقي يتناول مسيرة المجلس الوطني الاتحادي والحياة البرلمانية في الدولة منذ عقد أولى جلساته وتشكيله وأجهزته ومسيرة تمكين المجلس وأبرز المحطات التي شهدها.