الأربعاء 06 يونيو 2018

شهد سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في منطقة الظفرة المحاضرة التي استضافها "مجلس محمد بن زايد" مساء يوم الاربعاء الموافق 6 يونيو 2018 بقصر البطين تحت عنوان "تغير سمات الحرب" والتي ألقاها السفير البروفيسور غريغول مغالوبليشفيلي من كلية الدفاع الوطني والدكتور محمد الكويتي الخبير في مجال الأمن الإلكتروني.

كما شهد المحاضرة سمو الشيخ نهيان بن زايد آل نهيان رئيس مجلس أمناء مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية ومعالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح وعدد من الشيوخ والوزراء وأعضاء السلك الدبلوماسي العربي والأجنبي وكبار المسؤولين في الدولة.

وأشاد المحاضران بجهود دولة الإمارات في مجال تعزيز ورفع كفاءة وقدرة المؤسسات الأمنية على مواكبة التحديات الأمنية التي يشهدها العالم على المستويين التشريعي والتنفيذي إضافة إلى رفع مستوى الوعي المجتمعي والثقافة الأمنية لمواطني وقاطني الدولة.

وشددا على أهمية التحرك الإماراتي نحو تطوير منظومة الحكومة الذكية مما يؤهل مؤسسات الدولة لمواكبة المتغيرات العالمية وفق مستويات إدراك ووعي متقدمة تضمن تطوير الجوانب الفنية للحماية والاستجابة وإضفاء مزيد من الوعي بالمخاطر الناجمة عن التحديات الأمنية وفق آليات عمل مؤسسية تتضمن مشاركة تكاملية مع المؤسسات العالمية ذات الصلة.

وسعت المحاضرة إلى تقديم إجابات وافية حول مفهوم "الحروب الهجينة في نزاعات العصر الحديث" والكيفية التي بها هذه الحروب في تقويض دولة الخصم دون اللجوء إلى القوة العسكرية العلنية ..إضافة إلى تأثير التقدم السريع الذي تشهده التكنولوجيا على بعض أدوات الحرب الأكثر ضراوة في الحروب الهجينة كالحرب الإلكترونية والإرهاب الإلكتروني والجريمة الإلكترونية.

وأكد السفير غريغول الذي سبق له أن شغل منصب رئيس وزراء جورجيا أن العالم يشهد تغييرات جذرية في طبيعة وأدوات الصراعات وهو ما بات يعرف بـ"الحرب الهجينة" ..مشيراً إلى أن المشهد الأمني يتغير بشكل مضطرد مشكلاً تحدياً عالمياً يتطلب مواجهة طبيعة التحديات التي نواجهها إضافة إلى رفع قدرات المؤسسات الأمنية.

وأوضح غريغول أن الحرب الهجينة تعد شكلاً من أشكال الحروب التي تعتمد على تحقيق أهداف استراتيجية دون اللجوء إلى صراع مادي، لا سيما في المراحل الأولى من الصراع عبر توظيف عدد من الأدوات والغير العسكرية.

وعاد البروفيسور غريغول للتأكيد على عدم وضوح الحدود الفاصلة بين أنماط الحرب المختلفة واستخدام الوسائل غير العسكرية كأسلحة لتقويض أسس الدولة وهو ما يعد أبرز تحديات الأمن القومي الرئيسية التي نواجهها اليوم.

وأكد مغالوبليشفيلي أنه على الرغم من أن طبيعة الحروب لم تتغير إذ لا يزال البشر اليوم يحاربون للأسباب الأساسية ذاتها التي ذكرها المؤرخ اليوناني "ثوسيديديس" منذ 2500 عاماً تقريباً كالخوف والشرف والمصالح إلا أنه شدد على تشكل سمات وخصائص جديدة في طبيعة وآليات الحروب كاستخدام وسائل هجينة لتخريب الدول وتدميرها دون تدخل عسكري مباشر أو علني أو تدخل عسكري مباشر.

وبين أنه في الحرب الحديثة تكتسب الوسائل غير العسكرية لإخضاع الخصم أهمية تضاهي الوسائل العسكرية بل وتفوقها في بعض الحالات ..مشيراً إلى أنه من السمات التي تتسم بنفس القدر من الأهمية في الحرب المعاصرة استخدام الوسائل العسكرية ذات الطبيعة الخفية.

واختتم مغالوبليشفيلي بأن الاعتماد المتزايد على الوسائل غير الاعتيادية في تحقيق الأهداف الاستراتيجية بات يغيّر النمط المعتاد للحرب غير النظامية ..فعلى مر التاريخ كان الطرف الأضعف في الصراع يعتمد أساليب غير تقليدية لتعويض التفوق الساحق للخصم من خلال جرّه إلى نزاع طويل الأمد ..موضحاً أنه في صراعات اليوم نجد العديد من الأمثلة التي يقوم فيها الطرف الأقوى وليس الأضعف باستخدام أساليب غير تقليدية بنجاح.

من جهته أكد الدكتور محمد الكويتي أن التهديدات الإلكترونية التي تتطور بتطور التكنولوجيا تنقسم إلى 3 أقسام هي الجرائم الإلكترونية والتي تندرج تحتها جرائم السب والقذف على الإنترنت والابتزاز والاختراق وسرقة بطاقات الائتمان ..أما القسم الثاني فهو الإرهاب الإلكتروني ويندرج تحت بنوده نشر التطرف والتمويل والدعم المالي للإرهاب وأفلام الرعب والتحريض على الانتحار ..فيما اعتبر الحروب الإلكترونية آخر أنماط التهديدات الإلكترونية ..مشيراً إلى أن الدول والمنظمات باتت تتبع هذا النوع من الحروب للإيقاع بدول أخرى عن طريق إضعاف قواها أو إثارة سخط الشعب تجاه حكوماتها.

وأضاف الكويتي أن هناك منطقة رمادية توظَّف فيها التكنولوجيا الحديثة وتعتمد نظاماً قائماً لتحقيق أنشطتها وتتسم أعمالها بالتدرج واستخدام الخداع والتضليل ..مشيراً إلى أن الحروب الهجينة تتضمن سلسلة من الطرق المختلفة للحرب بما في ذلك القدرات التقليدية والتكتيكات والمعلومات غير النظامية والأعمال الإرهابية بما فيها العنف والإكراه العشوائي والفوضى الإجرامية.

ويعد السفير غريغول مغالوبليشفيلي دبلوماسيا محترفا عمل في الخارجية الجورجية لمدة 19 عاماً وشغل سابقاً منصب رئيس وزراء جورجيا ..وشغل منصب الممثل الدائم لجورجيا في حلف الناتو قبل أن يلتحق بكلية الدفاع الوطني بدولة الإمارات العربية المتحدة بصفة عميد بالوكالة وأستاذ مشارك، ويحمل مغالوبليشفيلي درجة البكالوريوس من قسم الدراسات الشرقية بجامعة تبليسي الحكومية ودرجة الماجستير في دراسات الأمن الاستراتيجي من جامعة الدفاع الوطني في واشنطن.

أما الدكتور محمد الكويتي فهو خبير في مجال الأمن الإلكتروني وتمتد خبرته على مدار أكثر من 20 عاماً في القطاعين الحكومي والأكاديمي ..وهو أستاذ غير متفرغ في أكاديمية ربدان ومحاضر دوري في كل من جامعة خليفة وكلية الدفاع الوطني في أبوظبي.

والدكتور محمد الكويتي متحدث بارز في المؤتمرات المختلفة وقد نشر العديد من الدراسات المتعلقة بالأمن وعمل سابقاً ملحقاً دبلوماسياً إدارياً في سفارة دولة الإمارات العربية المتحدة في واشنطن بالولايات المتحدة.

ويحمل الكويتي درجة الدكتوراه في هندسة الكمبيوتر وأمن الشبكات والماجستير في الاتصالات وشبكات الكمبيوتر من جامعة جورج واشنطن بالولايات المتحدة الأمريكي ..فيما يحمل أيضاً درجة الماجستير في الأمن الدولي والمدني من جامعة خليفة في دولة الإمارات العربية المتحدة.