الأربعاء 07 أكتوبر 2015

أشاد باحثون وخبراء في شؤون حركات الإسلام السياسي، خلال المؤتمر الذي نظَّمته كلية الدفاع الوطني، بكتاب «السراب» لمؤلفه الدكتور جمال سند السويدي، مدير عام مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجيَّة؛ لما يتضمَّنه من رؤى ثرية ومناهج علمية رصينة، تمثل إضافة نظرية ونوعية إلى أدبيات الإسلام السياسي.
 
ورأى الخبراء والباحثون أن كتاب «السراب» نجح في تسليط الضوء على الجماعات الدينية السياسية، التي تدَّعي الحديث باسم الإسلام، وتتغذَّى على خداع البسطاء عبر شعارات زائفة، واستطاع أن يفنِّد أطروحات هذه الجماعات، ويكشف عن أهدافها الحقيقيَّة، وفساد أفكارها، وحقيقة مواقفها التي تحاول إخفاءها، خاصة في ما يتعلَّق بممارسة العنف، أو تبريره والتشجيع عليه.وناقش المؤتمر، الذي حمل عنوان «الإسلام السياسي» وعُقِد في الرابع والخامس من أكتوبر الجاري، مفهوم الإسلام السياسي وواقعه، وأساليب تسييس الدين؛ بالإضافة إلى ثقافة التكفير التي تستند إليها قوى التطرُّف والإرهاب، وتنبثق منها الكراهية داخل المجتمعات؛ بالإضافة إلى تغذية العنصريَّة والمذهبيَّة والعرقيَّة.
وتمحورت جلسات اليوم الأول حول ظاهرة التطرُّف الديني، من خلال مناقشة دور المؤسسات الدينية في الشراكة من أجل مكافحة الإرهاب، وتقويم خطط الدول الغربية في إعادة تأهيل المتطرِّفين وحماية المجتمعات منهم، ومدى قدرة المؤسسات الدينية والسياسية على التغيير.
بينما قدَّمت جلسات اليوم الثاني قراءات مختلفة لمجموعة من الخبراء والباحثين في حركات الإسلام السياسي لكتاب «السراب»، حيث رأى الدكتور عبدالله العوضي، الكاتب الإماراتي في جريدة «الاتحاد»، أن هذا الكتاب يكشف عن الأوجه المتعدِّدة لحركات الإسلام السياسي، من خلال تحليله العميق لبعض الجماعات الدينية السياسية في العالمين العربي والإسلامي، كجماعة «الإخوان المسلمين»، و«الجماعة السلفية»، و«السروريين»، وعلاقة هذه الجماعات بانتشار الفكر المتطرِّف في المنطقة العربية.
 
عينة 
فيما رأى الدكتور علي بن تميم، أمين عام جائزة الشيخ زايد، رئيس تحرير موقع «24» الإخباري، في قراءته أن كتاب «السراب» نجح في التصدِّي للأوهام التي تروِّجها حركات الإسلام السياسي. وأكد في الوقت نفسه، من خلال دراسته الميدانية لعيِّنة من السكان في دولة الإمارات، عزوف الجماهير عن هذه الجماعات، بعد أن أثبتت التجربة أنها تستخدم الدين لتحقيق أهدافها الضيقة.
 
بينما ذهب الدكتور عمار علي حسن، الكاتب المصري المتخصِّص بعلم الاجتماع السياسي، في ورقته بالمؤتمر، إلى أن كتاب «السراب» استطاع أن يستشرف تأثير التحولات الإقليمية والدولية في مستقبل حركات الإسلام السياسي، من خلال تتبّعه المسار التاريخي لنشأة هذه الحركات منذ عشرينيات القرن الماضي، مروراً بحالة الصراع الإقليمي التي سادت العالم العربي في خمسينيات القرن العشرين وستينياته، والتي أطلِق عليها اسم«الحرب العربية الباردة»، ثم أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001، وصولاً إلى أحداث ما يُسمَّى «الربيع العربي» التي سعت هذه الحركات إلى توظيفها لمصالحها.
 
نتائج
 وأكد الدكتور نصر عارف، مستشار وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع أن إحدى النتائج المهمَّة التي توصَّل إليها كتاب «السراب» تكمن في كونه خلص إلى أفول حركات الإسلام السياسي، بعدما فشلت في تجربة الحكم بالدول التي وصلت فيها إلى السلطة.