faculty

كلمة اللواء الركن طيار رشاد محمد سالم السعدي
قائد كلية الدفاع الوطني
بمناسبة ذكرى توحيد القوات المسلحة (42)
بسم الله الرحمن الرحيم
اللواء الركن طيار رشاد محمد سالم السعدي، قائد كلية الدفـــاع الوطني منذ منذ تحتفل اليوم القوات المسلحة لدولة الإمارات العربية المتحدة بذكرى توحيدها الـ (42)، هذه الذكرى التي أُرخت لتاريخٍ وطني مجيد، ومسيرةٍ مظفّرة مستمرة تقهر شتّى أنواع التحديات ، ولا تعرف سوى الإنجازات المتتالية التي تصنع الطموح والأمل والسعادة.

إنّ السادس من مايو لعام 1976 كان يوماً شاهداً على تحولٍ جديد في مصيرٍ دولةٍ فتية آنذاك، فلم يمض على ولادة الكيان الاتحادي الجديد سوى بضع سنين، الأمرالذي برزت معه الحاجة الماسة والملحة لحماية أمنه، وتقوية دعائمه وترسيخ أركانه، ليشتد عوده صلباً قوياً وراسخاً أمام أهوال المتغيرات المحيطة به من كل حدبٍ وصوب، فكان لحكمة القائد المؤسس المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيّب الله ثراه وجعل الجنة مثواه، بالغ الأهمية في جمع الشمل، وتوحيد الأركان، ورصّ الصفوف بما يتناسب والمهام الجديدة القادمة لهذا الاتحاد ومسيرته المنتظرة ، وكان للتعاون الصادق من أخوانه حكام الإمارات أطيب الأثر للمضي في طريق وعر عنوانه التحدي والطموح وغايته إسعاد شعبه والتعايش السلمي مع شعوب المنطقة والعالم ، وبالفعل تحققت الفكرة ولله الحمد، وكان للاتحاد سياجً يحميه، وقوة للدفاع عنه ضد أي تهديد، حاضرةُ متأهبةُ في كل وقت وحين .

ونحن اليوم إذ نرى قواتنا المسلحة تواصل جهدها وعملها المستمر في التدريب والتأهيل والتسليح والتطوير لكافة مستوياتها البشرية والتقنية والفنية والميدانية، نفخر بذلك أيما فخر، فكل مانالته وحظيت به القوات المسلحة من كفاءة واقتدار على آداء مهامها وتحمل مسؤولياتها وواجباتها المسندة إليها؛ إنما هو ثمرة سنوات من التفكير والتخطيط والمواكبة والتحديث لكل مافي عالم التقنيات والدفاع والتسليح والفكر والعقائد العسكرية.

فالقيادة الرشيدة أولت اهتمامها البالغ بالقوات المسلحة في كل مجال؛ براً وبحرأً وجواً ، ولم يقتصراهتمامها على مجالٍ دون غيره، فركّزت على العنصرالبشري داخل مؤسستها، والذي تقوم عليه استراتيجية التطوير والإدامة في كافة قياداتها ووحداتها، إيماناً منها أنه لا تطوير دون إيجاد الكفاءات البشرية القادرة على التخطيط وإدارة العمليات بفكرٍ يواكب المتغيرات ويتابع المستجدات، ويساهم في إحداث المعرفة المطلوبة التي تخدم مصلحة العمل وترتقي به.

وقد كانت كلية الدفاع الوطني حريصةً كل الحرص، على تطبيق الرؤية الاستراتيجية للقيادة الرشيدة بما يتلاءم فكراً ومضموناً مع معطيات العصر ومتطلباته، فإعداد وتأهيل القيادات العسكرية إلى جانب المدنية لرفع قدراتهم في إدارة موارد الدولة من أجل حماية المصالح الوطنية المكتسبة، هو ما قامت عليه الكلية في مهمتها الاستراتيجية، وتطبيق الفكر الأكاديمي المتسق مع الرؤى الطموحة لقيادتنا الرشيدة من بناء الإنسان وتسليحه علماً وعملاً.

لقد لمسنا هذا الاهتمام والتأكيد عليه، في أهمية الإعداد والتأهيل الأمثل للعنصر البشري في قواتنا المسلحة، عندما شهدنا تلك الأفواج من مجندي الخدمة الوطنية وقوات الاحتياط وهم يشاركون فعاليات التمرين العسكري " حماة الوطن2 "، الذي أوضح بعضاً من مستوى رجال القوات المسلحة، وما يتلقونه من تدريب يساهم في جاهزية قواتنا المسلحة التي عقدت العزم ولاتزال- بجهود المخلصين من أبنائها - في أن تخترق حواجز المحال، لتعلن وتثبت للجميع أن قوات الإمارات ، هي قوات الردع لكل طامع، ومن هنا أؤكد على أهمية الدور الذي يقوم فيه منتسبو كلية الدفاع الوطني من أجل الوطن ، وحجم المسئوليات الملقاة على عاتق كل ضابط وفرد ينتمي لهذه المؤسسة العزيزة ، ومدى أهمية استمرار العطاء المخلص والاساعداد الدائم لتلبية نداء الوطن في كل وقت وأينما كان ذلك.

ختاماً ، يطيب لي في هذه الذكرى المجيدة، أن أرفع إلى مقام سيدي صاحب سيدي صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد بن سلطان آل نهيان رئيس الدولة القائد الأعلى للقوات المسلحة "حفظه الله"، وإلى سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله"، وإلى سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد بن سلطان آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، أطيب التهاني والتبريكات، وإلى إخوانهم أصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد حكام الإمارات، وإلى كافة منتسبي القوات المسلحة من ضباط وضباط صف وأفراد ومدنيين، وللوطن كافة، داعياً المولى عزوجل أن يحفظ للوطن قيادته، ويديم عليه أمنه وسلامته، في ظل حكمتهم الرشيدة وخططهم السديدة.