كلمة القائد

انطلاقاً من إيمانها المتجذر بضرورة المواكبة واستشراف المستقبل بكافة صوره وأبعاده أصـدرت القيادة الرشيدة لدولة الإمارات العربية المتحدة مرسـوماً بقانـونٍ اتحــادي رقـم (1) لسنـة 2012 بإنشاء كلية الدفاع الوطني تختص بإعداد وتأهيل القيادات العسكرية والمدنية ورفع قدراتهم على تحديد وتقييم تحديات الأمن الوطني والإقليمي والدولي وفهـم أسـس ومتطلبات إدارة وتوظيف موارد الدولة مـن أجل حماية المصالح الوطنية.

ووفـقاً لهذه الرؤية الطموحة التي تواكب روح العصر والمستقبل في آن، وتتناول مختلف الأبعاد الإستراتيجية الوطنية، تمكنت كلية الدفاع الوطني منذ تأسيسها وحتى وقتها الحاضر من تعزيز مكانتها العلمية وريادتها الأكاديمية بما حققته من مساهمة في إعداد وتأهيل القيادات العسكرية والمدنية لتتولى المسؤولية على المستوى الاستراتيجي في القوات المسلحة والقطاع المدني، هذا إلى جانب تطويرها للعملية التعليمية وفق أحدث المعايير العالمية، واعتمادها لبرنامجٍ أكاديمي يجمع بين الدراسة العلمية والتجربة العملية الواقعية، سعياً منها إلى تطوير وتمكين القدرات والمهارات لدى الدارسين لفهم أسس ومتطلبات إدارة الموارد وحماية المصالح الوطنية، وتحديد التهديدات والتحديات المختلفة التي تفرضها الظروف المحلية والإقليمية والعالمية، ومواجهتها بحكمة ومسؤولية، وباحتراف وكفاءة، وإيجاد الحلول المناسبة لها بنظرة شمولية ومنطقية تضم كافة الأبعاد السياسية، والعسكرية، والأمنية، والاقتصادية، والإعلامية، كما وتتناول الأمن الوطني بمنظور متكامل باعتباره مصلحة وطنية جوهرية، بمشاركة الدارسين وتبادل الآراء والخبرات فيما بينهم،  مما يضفي ثراءً علمياً حقيقياً لدورات الدفاع الوطني، ويعزز قدرتهم على تحمل مسوؤلياتهم في توظيف ما تعلموه في مواقع عملهم.

ونحن في كلية الدفاع الوطني وعملاً بتوجيهات القيادة الرشيدة وبما يتوافق مع رؤيتها الوطنية وخططها التنموية الطموحة ، والداعية للاستفادة مـن كافة الامكانات وتسخير كافة الجهود البشرية والمادية لخدمة هذه الأهداف والتطلعات، يدفعنا الحرص بأن نولي مسيرة الكلية الإهتمام والمتابعة الدائمة تمكيناً لدورها القيادي والريادي في تحقيق الغايات والأهداف الوطنية ، آخذين بكافة السبل التي من شأنها أن تدعم استمرارية العملية الأكاديمية بكافة عناصرها البشرية والعناصر المساعدة الأخرى.